На русском тут - «Вечные законы» и бессмысленные предписания: стоит ли верить, что всё — от Бога?
كل ما في الكتاب من عند الله، وكل كلمة فيه ذات قيمة عظيمة، هكذا يقول الشيوخ والعلماء. لكن، عند القراءة، نجد أحيانًا أمورًا بعيدة كل البعد عن الهداية أو القيم الخالدة.
«إذا شرب الكلب من إناء أحدكم فليغسله سبع مرات إحداهن بالتراب.»
— صحيح مسلم ٢٧٩
«إذا ولغت الهرة في الإناء فلا حرج.»
— سنن أبي داود ٧٥
وأيضًا:
«من أكل ثوما أو بصلا فليعتزلنا.»
— صحيح البخاري ٨٥٥
هذه النصوص تُقدَّم كجزء من الوحي الذي يهدي البشرية إلى الخير. لكن، هل تحديد عدد الغسلات أو منع رائحة البصل، هو ما سيقرّب العبد إلى الله أو يصلح حال الأمم؟
فهل هذا من الوحي الذي يهدي البشرية، أم من كلام البشر الذي أُضيف باسم الوحي؟
https://t.me/videoCelnozor/6790
«القوانين الأبدية» والأوامر عديمة الجدوى: هل يجب أن نؤمن أن كل شيء من الله؟
في العقيدة الإسلامية التقليدية يُقال:
«وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى» (القرآن 53:3–4).
وبناءً على ذلك، فإن كل أقوال النبي وأفعاله — بما في ذلك ما ورد في الأحاديث — تُعتبر سُنّة، أي قدوة تُحتذى، ودليلًا أبديًا للعمل.
كل سنة، بحسب منطق المؤمن، لها معنى عميق وفائدة عملية.
لكن بصراحة — دعونا نضع لحظةً جانبًا مشاعر التقديس ونسأل: هل حقًا كل هذا «أبدي» و«نافع»؟
المثال 1: الحجارة بدل الورق
تصف الأحاديث:
«استنجوا وتراً» (أبو داود، 1:36).
في القرن السابع كان هذا منطقيًا — في الصحراء لا يوجد ورق ولا شبكة صرف صحي.
لكن اليوم، في عالم فيه مجاري ومراحيض وبيديه وورق حمام — أين المعنى «الأبدي» هنا؟ أم أنه كان أبديًا فقط حتى ظهور السليلوز؟
المثال 2: النهي عن النفخ في الطعام والشراب
في الأحاديث (أبو داود، 26:3722):
«لا ينفخ في الطعام ولا في الشراب».
قديماً فُسّر هذا بخوف من الجن أو من نقل العدوى لشخص آخر.
لكن في زمن أصبح لكل واحد فنجانه الخاص ومعايير الصحة واضحة، صار هذا الحكم أقرب إلى الزخرفة الطقسية منه إلى ضرورة عملية.
المثال 3: اتجاه النوم
كان النبي ينصح:
«نم على شقك الأيمن واستقبل القبلة» (البخاري، 247).
في الصحراء ربما كان هذا وسيلة للتدفئة أو الحفاظ على الاتجاه.
أما اليوم — فهو مجرد وضعية طقسية فقدت معناها.
المثال 4: التحية حسب وضع الماشي أو الراكب
حديث (مسلم، 2160):
«يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير».
كان لهذا معنى في ثقافة البدو حيث شكل التحية يعكس الاحترام والمكانة.
أما في مدينة حديثة في القرن الحادي والعشرين، فلا فرق للتحية بين المشاة وسائقي السيارات.
المثال 5: تنظيف الأسنان بالسواك
في الأحاديث، السواك «مطهرة للفم ومرضاة للرب» (البخاري، 193).
نعم، هو فعّال — لكن اليوم لدينا معجون أسنان بالفلوريد، وأجهزة تنظيف مائي، وطب أسنان.
التمسك بهذه العود كأنه «واجب أبدي» يشبه اعتبار المشعل أداة إلزامية مع وجود الكهرباء.
أين المعنى الأبدي؟
إذا كان كل ما قاله وفعله النبي هو «قدوة أبدية»، فلماذا كثير من هذه القدوات تعمل فقط في ظروف القرن السابع في الجزيرة العربية؟
إذا كان الله عليمًا بكل شيء، أَلم يكن يرى عصر الهواتف الذكية والمجاهر والمجاري؟
في هذه الحالة هناك احتمالان:
إما أن الله قال فعلًا كل كلمة، لكن المعنى كان مؤقتًا، وبالتالي ليس «أبديًا»؛
أو أن جزءًا من السنن هو سياق ثقافي أُخرج خطأً على أنه قانون أبدي.
وعندها يبرز السؤال: إذا كانت هناك «أوامر مؤقتة» واضحة في النصوص الأبدية — فكم من القواعد الأخرى تعيش فقط على العادة، لا على العقل والمنطق؟